اكتشاف أحدأسباب أعراض الشيخوخة
أعلن باحثون سويديون في العدد الأخير من مجلة نيتشر الصادر في 27مايو/ أيار أن لمراكز إنتاج الطاقة في الخلية (الميتوكوندريا) دورا كبيرا في ظهورأعراض الشيخوخة.
والميتوكوندريا جزيئات توجد بالآلاف في كل خلية وتعتبر مسؤولة عنإنتاج الطاقة عبر عمليات التمثيل الغذائي وتخزينها وإطلاقها عندالحاجة.
ومن المعروف أن للميتوكوندريا نسخة خاصة من الشفرة الوراثية (DNA)،تطابق الشفرة الوراثية للأم، بينما تتكون الشفرة الوراثية في نواة كل خلية من خليطمن شفرتي الأب والأم.
وكانت دراسات سابقة قد أشارت إلى أن التقدم في العمر يصحبه غالباحدوث تراكم للطفرات في المحتوى الوراثي للميتوكوندريا، ولكنها لم تحدد ما إذا كانتهذه الشفرات نتيجة للشيخوخة أم مسببة لها.
وللإجابة على ذلك السؤال قامت الدكتورة ألكسندرا تريفوفونيك وفريقهاالبحثي، من معهد كارولينسكا في السويد، بإجراء تحوير وراثي في الفئران لإعطاب أحدالجينات (المورثات)، وهو المسؤول عن إنتاج إنزيم DNA بوليميريز غاما الذي يضبطعملية نسخ المحتوى الوراثي للميتوكوندريا ويصحح أي أخطاء تحدث في تتابعات الشفرةالوراثية.
وعندما تم فحص خلايا من أدمغة وقلوب وأكباد هذه الفئران المحورةوراثيا، لوحظ أن هناك طفرات في المحتوى الوراثي للميتوكوندريا تفوق بثلاثة إلى خمسةأضعاف تلك التي تحدث في الفئران غير المحورة وراثيا.
وبعد مرور 25 أسبوعا، أي في الوقت الذي تكون فيه الفئران في مقتبلفترة البلوغ، بدأت أعراض الشيخوخة المبكرة والهرم، كمشاكل القلب وهشاشة العظاموتساقط الشعر وانخفاض الخصوبة، تظهر على الفئران المحورة وراثيا. كما لم يتجاوز عمرأي من هذه الفئران 60 أسبوعا، في حين تعيش الفئران الطبيعية ما يزيد على 100أسبوع.
وقد ذكر الباحثون السويديون أنهم سيواصلون دراساتهم على الفئرانالمحورة وراثيا لمعرفة كيف يمكن منع حدوث الطفرات في الميتوكوندريا، سواء عن طريقالأدوية أم تغيير أنماط الغذاء.
شيخوخة البشرويتوقع أن تفتح هذهالدراسة آفاقا لفهم آلية حدوث الشيخوخة في البشر، وإن كان ذلك يستلزم المزيد منالأبحاث.
وقد ذكر الدكتور لورانس لويب والدكتور جورج مارتن، من جامعة واشنطنالأميركية في تعليقهما المرافق للبحث في مجلة نيتشر، أن تأكيد العلاقة بين الطفراتالوراثية في الميتوكوندريا وظهور الشيخوخة ليس دليلا حاسما على أن هذه الطفرات هيالمسبب الوحيد للشيخوخة.
واقترح الأكاديميان الأميركيان أن تكون الخطوة التالية إجراء تحويروراثي للفئران لإنتاج نسخ محسنة من الجين المسؤول عن إنتاج إنزيم DNA بوليميريزغاما، الذي سيؤدي بدوره إلى تقليل الطفرات في الميتوكوندريا، فإذا أدى ذلك إلىتأخير واضح لأعراض الشيخوخة وإلى إطالة عمر الفئران المحورة وراثيا فستكون هذه خطوةللأمام.
وخلصا إلى أن نتائج هذه الدراسة تتسق مع نظرية المجموعات الحرة في تفسير ظهور أعراض الشيخوخة. والمجموعات الحرة هي ذرات أكسجين مفردة (وليست جزيئات أكسجين كما في الهواء) تهاجم الخلايا في تفاعلات متسلسلة، وتؤدي إلى إتلافها أو موتها.