قصة تاج محل
عندما كانت الامبراطورة (ممتاز محل) زوجة امبراطور الهند (شاه جهان) في سكرات الموت ..
طلبت من زوجها أن يحقق لها بعد موتها أمنيتين ..
الأولى أن لا يتزوج كي يحول دون تنازع الأولاد على وراثة العرش ..
والثانية أن يقيم فوق قبرها بناء تتغنى بعظمته الركبان
وكان الامبراطور يحب زوجتة إلى درجة العبادة ..
فوعدها بالعمل بمشيئتها فماتت قريرة العين ..
وبلغ الياس والحزن بالامبراطور بعد وفاة زوجته مبلغا جعله عاجزا عن إدارة شؤون بلاده ..
فولى العرش ابنه البكر بضعة شهور عاد بعدها إلى تسلم الصولجان من جديد ..
وقد خفت آلامه وما يعانيه من حرقة واقسم الامبراطور على عدم الزواج ..
فوفى بذلك الوعد الذي قطع لزوجته الراحلة ..
أما الوعد الاخر وهو بناء (القبر العظيم) ..
فقد كان من الصعب إن لم نقل من المستحيل تحقيقه.
وذات ليلة رأى الامبراطور في منامه ملاكاً يشير إلى بناية رائعة ذات جمال يعجز منه الوصف ..
وقال له الملاك إبدا ببناء مثلها ولسوف يغنيك الله ..
واستيقظ الملك فشكر الله على نعمته ..
وفي الصباح استدعى رئيس وزرائه ..
وأمره أن يستدعي جميع مهندسي الامبراطورية المشهورين وبنائيها المهرة..
فحضروا جميعا وعرض عليهم فكرة البناء لكنهم اجابوا أنها مستحيلة التحقيق ..
وجاء ذات يوم بناء شاب مخمور الشهرة اسمه (يوسف) وطلب مقابلة الامبراطور ..
ولما مثل بين يديه قال له:- إن فكرة مولاي ممكنة التحقيق !!!
شرط أن يسمح لي أولاً بأن أتناول من الخزينة المبالغ التي أريدها ..
وثانياً أن يدلني صاحب الجلالة على الموقع الذي رأى فيه البناء في منامه..
فوافق الامبراطور وذهب يوسف إلى الخزينة وسلم ألف كيس من (الاشرقيات الذهبية) ..
ووضع الذهب في مركب بالنهر وطلب بأن توضع عليه الحراسة ..
وفي الصباح التالي حضر الامبراطور وحاشيته فاستقبله (يوسف) باحترام ..
وساروا إلى ضفة النهر فركبوا المركب إلى الضفة الأخرى ..
ليشاهد (يوسف) مكان الذي رأى فيه الامبراطور البناء العظيم في منامه.
وبينما كان المركب في وسط النهر راح يوسف يقذف بالاكياس المليئة بالقطع الذهبية الواحد تلو الاخر ..
على مراى من الامبراطور ومرافقيه حتى اتى عليها كلها.
وعندما بلغوا الضفة الأخرى أشار (شاه جهان) إلى المكان الذي فيه البناء ..
فانحنى (يوسف) باحترام وقال: سوف يقوم البناء هنا وفق رغبة مولانا ..
وإن عملا كهذا يتطلب مالا يحصى من أموال وسنوات عديدة من الجهد والمثابرة ..
وإنما ألقيت بالذهب في النهر لاختبر جلالة الامبراطور !
فضحك الامبراطور عندما سمع هذا القول وأجاب ..
إنني أملك ملايين الاكياس من هذا الذهب ولايهمني ماينفق منه ..
وراح يوسف يعمل في البناء سبعة عشر عاماً مات الامبراطور خلالها ..
وعندما اكتمل البناء نقل ابنه الامبراطور الاصغر (أرونفزايب) رفاته ورفات الامبراطورة اليه ..
وقد انتهى البناء في عهد ارونفزايب الذي اغتصب الملك اخوته الثلاثة الكبار ..
بعد أن قتلهم وأباد جيوشهم ..
وهكذا استطاع الامبراطور (شاه جهان) أن يحقق مشيئة زوجته في ذلك البناء الضخم ..
الذي يعد إحدى عجائب الدنيا السبع ..
والذي لايزال رمزاً للحب الزوجي ..
أما المسالة الاخرى وهي تلافي الخلاف بين أولاده فانه لم يستطع تحقيقها لزوجتة !!